الصحة العالمية: محاربة كورونا سيستغرق وقتا وإلتزاما وتعاونا أكبر

الأربعاء, يوليو 15, 2020 - 05
مواضيع طبية

أعلنت منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي من جنيف عن مخاوف بسبب انتشار جائحة كورونا في العديد من البلدان حول العالم. وقد صرح مدير عام المنظمة، د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن الكثير من الدول تخسر مكاسبها حيث لم يتم تنفيذ أو اتباع التدابير اللازمة للحد من الانتشار. يأتي ذلك التصريح بالرغم من معدل الوفيات الثابت

ويضيف: "اسمحوا لي أن أقول بصراحة: إن الكثير من البلدان تسير في الاتجاه الخاطئ. جائحة كورونا تظل العدو العام رقم واحد، لكن أفعال العديد من الحكومات والناس لا تعكس ذلك. هدف الفيروس الوحيد هو إصابة الناس".

من جانبه أوضح د. مايكل راين، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة، أن الفرصة سانحة الآن لمواجهة المشكلة 

وتقبّل أن الأمر سيستغرق وقتا وسيتطلب التزاما من جانب الحكومة والأفراد في العديد من الدول. وأضاف يقول: "الأخبار الإيجابية هي أنه في العديد من الدول انخفضت نسبة الوفيات، نتحسن في علاج الحالات ونتحسن في إجراء التشخيص المبكر، ونحتاج إلى مواصلة ذلك. نحتاج إلى خفض الوفيات وقمع المرض، ونحتاج إلى دعم المجتمعات وإلى قيادة حكومية واضحة وقوية".

وأشار د. تيدروس إلى انقسام البلدان إلى أربع حالات أثناء تعاملها مع جائحة كوفيد-19. الحالة الأولى هي في الدول التي كانت في حالة تأهب ووعي منذ البداية واستعدت للفيروس واستجابت له بسرعة وفعالية وهو ما جنّبها التفشي واسع النطاق.

والحالة الثانية هي في الدول التي شهدت انتقالا واسعا لكن تم السيطرة عليه من خلال مزيج من القيادة القوية والسكان الملتزمين بتدابير الصحة العامة الرئيسية، مثل الكثير من الدول في أوروبا.

والحالة الثالثة، بحسب مدير عام منظمة الصحة العالمية، فتتعلق بالبلدان التي تغلبت على الذروة الأولى لتفشي المرض، ولكن بعد تخفيف القيود تكافح مجددا الآن من انتشار واسع وحالات متسارعة.

أما الحالة الرابعة، فهي في دول تمر بمرحلة انتقال مكثفة لتفشيها، لاسيّما في الأميركيتين وجنوب آسيا والعديد من الدول في أفريقيا.

وقال د. تيدروس: "يظل مركز تفشي المرض في الأميركيتين حيث تم تسجيل أكثر من 50% من عدد الحالات هناك. ولكننا نعرف أن الأوان لم يفت أبدا للسيطرة على الفيروس، حتى لو تفجر الانتقال".

وأكد المسؤول الأممي على ضرورة استعادة الثقة ووضع استراتيجيات شاملة تركز على قمع المرض. وقال: "إن الرسائل المختلطة من القادة تقوّض أكثر من غيرها عنصرا حاسما في أي استجابة وهو الثقة".

ودعا د. تيدروس الحكومات إلى التواصل مع مواطنيها بوضوح ووضع استراتيجية شاملة تركز على قمع الانتقال وتنقذ الأرواح، كما حثّ السكان على اتباع مبادئ الصحة العامة الأساسية كالتباعد البدني، وغسل اليدين، وارتداء الأقنعة، وآداب السعال والبقاء في المنزل أثناء التوعك، وهي تدابير إذا لم يتم اتباعها، فإن المرض سيزداد سوءا.

لا عودة للوضع الطبيعي قريبا

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد طريق أقصر للخروج من الجائحة. وأضاف: "نأمل جميعا في وجود لقاح فعّال، ولكننا بحاجة إلى التركيز على استخدام الأدوات التي بين إيدينا الآن لقمع المرض وإنقاذ الأرواح".

ولا ترى منظمة الصحة العالمية إمكانية العودة إلى "الوضع الطبيعي" السابق في المستقبل القريب، ولكنها أشارت إلى خارطة طريق للسيطرة على المرض ومتابعة الحياة، شريطة اتباع ثلاثة أمور:

التركيز على خفض معدل الوفيات وقمع انتقال المرض؛
تمكين المجتمع وإشراك أفراده في اتخاذ التدابير اللازمة لصالح بعضهم البعض؛
قيادة حكومية قوية وتنسيق الاستراتيجيات الشاملة التي يتم توصيلها بوضوح وثبات.
وحث د. تيدروس على التعجيل بالعلم في أسرع وقت ممكن، وإيجاد حلول مشتركة لكـوفيد-19، وبناء استجابة عالمية متماسكة من خلال التضامن، مؤكدا أنه مهما اختلف وضع الفيروس في البلدان، لم يفت الأوان على الإطلاق لاتخاذ قرار حاسم.


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0