في ذكرى الاحتفال باليوم الدولي للمرأة والفتاة في مجال العلوم ، تعتزم مؤسسة لوريال واليونسكو هذا العام تكريم خمس عالمات سطع نجمهنّ في مجالات الفيزياء الفلكية والرياضيات والكيمياء وعلم الحاسوب، وذلك في إطار النسخة الثالثة والعشرين للجائزة الدولية للنساء في مجال العلوم.
وستقدم اليونسكو بهذه المناسبة دراسة عالمية عن المساواة بين الجنسين في مجال البحث العلمي، تحت عنوان "لكي تكون الثورة الرقمية ذكية سيتعيّن عليها أن تكون شاملة للجميع".
وتُبيّن هذه الدراسة أنّ واحداً من بين كل ثلاثة باحثين في العالم أضحى من النساء ،لكن بالرغم من هذا التقدّم، لا تزال المرأة تمثل أقلية في مجال الرياضيات وعلم الحاسوب والهندسة، ناهيك عن الذكاء الاصطناعي.
وبالرغم من التماثل الذي نشهده سنوياً في عدد المقالات الصادرة عن النساء والرجال، تظل فرص ظهور مقالات الباحثات في المجلات العلمية المرموقة متدنية مقارنة بأقرانهنّ من الرجال ،وفي حين تمثّل النساء نسبة 33٪ من مجموع الباحثين، 12٪ فقط من أعضاء الأكاديميات الوطنية للعلوم في العالم هنّ من النساء.
الفوج الثالث والعشرون من الفائزات بجائزة لوريال-اليونسكو للنساء في مجال العلوم التي تقدّم مبلغ 100 ألف يورو لكل فائزة و المكرمات هن :
من آسيا والمحيط الهادئ :
البروفيسورة كيوكو نوساكي - مجال الكيمياء. تعمل البروفيسورة نوساكي أستاذة في دائرة الهندسة في جامعة طوكيو (اليابان). ويأتي منحها الجائزة تكريماً لروح الإبداع والريادة التي تمتاز بها إسهاماتها الواعدة على صعيد الابتكارات الصناعية في عالم الكيمياء التركيبية. وقد كان لجهودها دور في استحداث سبل إنتاج رفيعة الأداء وصديقة للبيئة من أجل تصنيع جزيئات مفيدة في مجالات الطب والزراعة المستدامة.
ومن أفريقيا والدول العربية :
البروفيسورة كاترين نجيلا - مجال الكيمياء. تشغل البروفيسورة نجيلا منصب المديرة التنفيذية بالنيابة للأكاديمية الأفريقية للعلوم، وتبوأت سابقاً منصب نائبة وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية وشؤون الطلاب في جامعة ريارا (كينيا)، وتعمل أيضاً أستاذة زائرة في مجال الكيمياء التطبيقية في جامعة جوهانسبرغ (جنوب أفريقيا). وقد حازت على الجائزة تكريماً لجهودها في استحداث وتطوير منهجيات تحليل قائمة على تقنية تكنولوجيا النانو لرصد ملوثات المياه، واستخدام هذه التقنيات في البلدان المتضررة بشدة إثر التلوث. ويكتسي عملها الرائد أهمية بالغة على صعيد تطوير آليات صديقة للبيئة وكفيلة بإدارة موارد المياه إدارة مستدامة.
ومن أوروبا :
البروفيسورة فرانسواز كمبس- مجال الفيزياء الفلكية. تعمل البروفيسورة كمبس أستاذة في "كوليج دو فرانس"، وتشغل كرسي المجرات وعلم الكونيات منذ عام 2014، وتعمل كعالمة فيزياء فلكية لدى مرصد باريس (فرنسا). وحصدت البروفيسرة كمبس الجائزة تكريماً لبصمتها المتميزة في مجال علم الفيزياء الفلكية، بدءاً من اكتشاف الجزيئات في الفضاء الخارجي وانتهاء بمحاكاة تكوين المجرات باستخدام الحاسوب العملاق. وكان لأبحاثها دور محوري في فهم تكوّن النجوم والمجرّات وتطورها، بما في ذلك دور الثقوب السوداء الفائقة الضخامة في مراكز المجرات.
ومن أمريكا الشمالية :
البروفيسورة شافريرا غولدفاسر - علوم الحاسوب. تتبوأ البروفيسورة شافريرا منصب مديرة معهد سيمونز لنظرية الحوسبة، وتعمل أستاذة في مجال الهندسة الكهربائية وعلم الحاسوب في كل من جامعة كاليفورنيا (بيركلي)، وفي معهد مساتشوستس للتكنولوجيا (الولايات المتحدة) حيث تحمل لقب الأستذة من "آر إس إيه"، وتدرّس علم الحاسوب والرياضيات التطبيقية في معهد وايزمان للعلوم (إسرائيل). وقد حصدت البروفيسورة شافريرا الجائزة تكريماً لعملها الريادي والهام في مجالي علم الحاسوب وتقنيات التشفير. إذ يكتسي عملها أهمية بالغة في مجال تأمين الاتصالات الرقمية فضلاً عن الحوسبة الموزعة للبيانات الخاصة. وتسهم أبحاثها مساهمة كبيرة في تعزيز فهمنا للعديد من المشاكل التي لا تستطيع أجهزة الحاسوب معالجتها معالجة فعالة، أو حتى تقريبية.
ومن أمريكا اللاتينية والكاريبي :
البروفيسورة أليسيا ديكنسين – مجال الرياضيات. تشغل البروفيسورة ديكنسين منصب أستاذ في جامعة بوينس آيرس (الأرجنتين). ومُنحت الجائزة تقديراً لعملها الاستثنائي في طليعة الابتكارات الرياضية، إذ ساهمت في استثمار الهندسة الجبرية في مجال علم الأحياء الجزيئي. وتساعد أبحاثها على سبر أغوار هياكل الجزيئات والخلايا وسلوكياتها، وذلك على النطاق المجهري أيضاً. وتمزج في عملها بين الرياضيات البحتة والرياضيات التطبيقية، وأقامت روابط هامة مع مجالي الفيزياء والكيمياء وزوّدت علماء الأحياء بفهم بنيوي متمحص للتفاعلات الكيميائية الحيوية وشبكات الإنزيمات.
وجديرا بالذكر أن برنامج لوريال-اليونسكو للنساء في مجال العلوم، منذ عام 1998، يطمح إلى الدفع بعجلة مسيرة العالمات وتذليل العقبات التي تعترض طريقهنّ، وذلك كي تتمكن هذه النساء بدورهنّ من المساهمة في التغلب على التحديات الجِسام لعصرنا. وقد قدّم البرنامج خلال 23 عاماً الدعم لأكثر من 3600 باحثة من 117 دولة. ويصبو أيضاً إلى إلهام النساء اليافعات وتشجيعهن على اعتناق التخصصات العلمية.
و يحسب لليونسكو،منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة،أنها جعلت المساواة بين الجنسين أولوية من أولوياتها، وذلك باعتبارها وكالة الأمم المتحدة المتخصصة الوحيدة التي أُسندت إليها ولاية محددة في مجال العلوم. وتلتزم مؤسسة "لوريال" بدورها بمؤازرة النساء لتمكينهن من إطلاق العنان لإمكانياتهنّ وتولي زمام مصيرهن بأنفسهنّ وإحداث بصمة إيجابية في المجتمع من على صهوة ثلاثة محاور رئيسية، هي: البحث العلمي وبرامج "الجمال من أجل حياة أفضل" وتغير المناخ.
إضافة تعليق جديد