الاغتصاب أبشع الجرائم على الإطلاق مهما تعددت مسمياتها وأهدافها وظروفها واوقاتها وأسبابها .
في أحدث تقرير للأمم المتحدة لمناهضة العنف ضد النساء سواء أكان تحرش أو اغتصاب حول دول العالم فتأتي الكونغو بتصنيفها عاصمة الاغتصاب العالمي فلا يتم فيها الاغتصاب لأي من الأهداف والأغراض المعروفة ولكنه يتم بغرض فرض السيطرة ، كما يمارس العنف بكافة أشكالة وعلى كافة الأصعدة في الكونغو .
كما تشير العديد من التقارير لحقوق الانسان أن العنف أيضا يواجه الرجل والأطفال هناك ، ولكن الصخب الاعلامي موجه دائما نحو المرأة .
لمحة تاريخية عن الكونغو:
يعد الاغتصاب في الكونغو سلاحا للحرب ، فقد شهدت البلاد حربا أولى وهو ماقادها إلى حربا ثانية انتهت عام 2006 بانتخاب أول رئيس لها ديمقراطيا "جوزيف كابيلا" ، إلا أن البلاد حتى الآن تتصدر فيها المليشيات المسلحة كافة مشاهد الصراعات ، وفتيلا لكافة الأزمات وفي عام 2012 اتهمت الأمم المتحدة متمردي حركة 23 مارس بقتل واغتصاب المدنيين الأبرياء من النساء وا لأطفال.
أسباب الاضطرابات والعنف بالكونغو:
لأول وهلة تشعر أن بلجيكا تذال تسيطر على الأمور هناك ، فكانت الكوغنو مستعمرة بلجيكية ولتمتع البلاد بالثروات الطبيعية والأكثرها الذهب والماس ، فتكثر كافة أطماع الدول الأخرى بها من أمريكا وفرنسا وبريطانيا والصين وذلك لعدم وجود حكومة مركزية للبلاد.
انتشار المليشيات والحركات المتمردة في البلاد والتي بدورها تزيد الأمور سوءا لأنها لا تعرف غير لغة القتل وسفك الدماء والعنف بكافة أشكالة .
ويعد الاغتصاب في الكونغو لانهزام النفس ، وإني افقدك ما تملك وفقما أريد وكيفما أريد ، فهو أفضل سلاح لشرخ الأهل والتشتت الأسري ، وانتهاء الأنساب.
و يعتقد منسّق برنامج العنف الجنسي في بوكافو ويلهلمين نتاكبوكا، أنّ زيادة حالات العنف الجنسي بدأت مع تدفق المقاتلين الأجانب:
"يبدو أنّ وباء عمليّات الاغتصاب بدأ في منتصف التسعينيات. تزامناً مع تدفّق رجال ميليشيا الهوتو الذين فروا إلى غابات الكونغو بعد إبادة 800 ألف من قبائل التوتسي والهوتو المعتدلين خلال الإبادة الجماعية في رواندا قبل 13 عاما. قال السيد هولمز أنّ القوات الحكومية ربّما اغتصبت آلاف النساء، لكن وبالمقابل فإنّ أكثر الهجمات شراسةً نفّذتها ميليشيات الهوتو ".
وكشف تقرير بالأمم المتحدة في يناير 2020 النقاب عن مقتل 701 من المواطنين وإصابة 168 آخرين بجراح خلال التوترات بين مجموعتي هيما وليندو العرقيتين في منطقتي جوغو ومهاجي وذلك في الفترة الواقعة بين كانون الأول/ديسمبر 2017 إلى أيلول/سبتمبر 2019.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد تعرض ما لا يقل عن 142 شخصا إلى العنف الجنسي ومعظم الضحايا هم من مجموعة هيما العرقية.
كما أفاد التقرير أن مسلحي ليندو أصبحوا منذ أيلول/سبتمبر 2018 أكثر تنظيما في هجماتهم على هيما وغيرها من المجموعات العرقية الأخرى مثل ألور، وذلك بهدف السيطرة على أراضي مجموعة هيما والموارد الموجودة بها.
وبحسب التقرير، فقد تعرّضت المدارس والعيادات الطبية للهجمات والتدمير، ووقعت معظم الهجمات في حزيران/يونيو خلال موسم الحصاد، وفي كانون الأول/ديسمبر خلال موسم البذور. "وهذا ما يجعل الأمر أكثر سوءا بالنسبة لمجموعة هيما خلال زراعة حقولهم وهو ما يضاعف مشكلة النقص في الغذاء"
وأكد التقرير أن الجيش الذي تم نشره في المنطقة منذ شباط/فبراير 2018 فشل في وقف العنف، كما أن عناصر الأمن أنفسهم ارتكبوا انتهاكات مثل الإعدام خارج نطاق القانون والعنف الجنسي والاعتقال التعسفي والتوقيف. وقد تم إصدار حكم على رجلي شرطة وجنديين في المحاكم الكونغولية.
وجديرا بالذكر أنه أثناء وجود المفوّضة السامية للأمم المتحدة ميشيل باشيليت في الكونغو، زارت المركز الصحي الذي تديره المنظمة المحليّة غير الحكومية SOFEPADI، والتي تسعى إلى تقديم خدمات شاملة لضحايا العنف الجنسي، بما في ذلك الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية، وتنظيم الأسرة، وتعليم أطفال الضحايا والتدريب المهني للبالغين، والمساعدة القانونية حتى يتمكّن الضحايا من متابعة القضايا أمام المحاكم. وقد عالج المركز 1,292 امرأة و13 رجلاً من ضحايا الاعتداءات الجنسية خلال العام 2019 وحده، وساعد في رفع دعاوى قضائية أسفرت عن 65 إدانة بالاغتصاب وغيره من أشكال الاعتداء الجنسي. ووصفت باشيليت عمل المركز الذي حصل على تمويل من صندوق الأمم المتحدة للتبرعات لضحايا التعذيب، بأنه "استثنائيّ وضروريّ وملهم."
إضافة تعليق جديد