اقتربت دراما شهر رمضان المبارك التي تعرض على الشاشات العامة والخاصة في مصر والمحطات الفضائية العربية من الإنتهاء. منها أعمال واصلت النجاح من بدايتها وبعض الأعمال سقطت فى فخ التكرار والنمطية.
كما توقعنا وتوقع الكثيرون فإن مسلسل الاختيار 2 عبر عن كونه عملا وطنيا متفردا يقدم تجسيدا حيا لبطولات رجال الظل من ابناء الجيش والشرطة الذين قاوموا الارهاب والارهابيين وضحوا بارواحهم ودمائهم من أجل ان ينتصر الوطن في هذه المعركة الصعبة
وكما تناول الجزء الاول من الاختيار في رمضان الماضي قصة الشهيد البطل احمد المنسي احد رجال الصاعقة المصرية ..وكيف تجلت بطولته في كثير من الوقائع والاحداث حتي لقي ربه شهيدا فإن الجزء الثاني الذي يعرض هذا العام نجح بامتياز في مواصلة نجاح الجزء الاول بنفس المستوى من خلال قصة الشهيد البطل محمد مبروك ضابط الامن الوطني الذي قدم للوطن خدمات عظيمة وجليلة في مقاومة الارهاب ومجابهة مخططات الاخوان حتى استشهد هو الاخر في ساحة الدفاع عن الوطن ..
نجح المخرج بيتر ميمي في ضبط ايقاع المسلسل وفي تحقيق عناصر العمل الفني الذي يجسد بطولات الرجال الذين يقدمون تضحياتهم في الظل بينما هم احق الناس بأن يُعرفوا وان يحكي الجميع حكايات بطولاتهم العظيمة نجح المخرج في تحقيق هذا الايقاع الذي يربط المسلسل بجمهوره الكبير وفي طرح قضية الارهاب وخطورتها وفي التركيز على الابطال الذين يقاومون هذا الارهاب.
حقق المخرج هذه المعادلة وإنْ بفريق عمل مختلف عن العام الماضي في مقدمته بطلاه الرئيسيان كريم عبد العزيز ثم أحمد مكي ليؤكد الاختيار تفوقه وتميزه
وعلى نفس الطريق يسير مسلسل القاهرة كابول الذي يركز على تتبع قصة حياة قيادي متطرف وصعوده في عالم التطرف من خلال شخصية المتطرف رمزي الذي يصبح واحدا من عتاة المتطرفين ومن قيادات الارهاب والذي يجسد طارق لطفي شخصيته بأداء وانفعالات وملامح شخصية ارهابية من لحم ودم ..
وبنفس التميز في الاداء يجسد خالد الصاوي شخصية ضابط الامن الوطني الذي يطارد الارهاب والتطرف ويطارد رمزي على وجه الخصوص وهما من ابناء منطقة واحدة هي السيدة زينب
ولم يكن احد يتوقع انه سيحقق كل هذا النجاح وهو لعبة نيوتن من بطولة منى زكي وإخراج محسن عادل وقد استحوذت منى زكي باداء مبهر واستثنائي ورفيع المستوى على ثناء الجميع وعلى اشادة النقاد والمشاهدين على حد سواء في مباراة فنية رائعة مع باقي فريق العمل محمد فراج ومحمد ممدوح
أما مسلسل الطاووس من بطولة سهر الصايغ وجمال سليمان ومعها الكبيرة سميحة ايوب وخالد عليش فقد جذب الانظار بشدة من خلال قصته التي قال الكثيرون انها تتناول قصة فتاة الفيرمونت التي شغلت الرأي العام المصري مؤخرا والتي تم تداولها قضائيا بسبب قيام مجموعة من أبناء كبار رجال الاعمال ونجوم المجتمع باغتصاب فتاة في أحد الفنادق وهروبهم بعد ذلك خارج البلاد.
وبحضور درامي وتشويقي لافت يبرز مسلسل هجمة مرتدة لأحمد عز وهند صبري بتناوله لقصة من ملف المخابرات المصرية يخدع من خلالها البطل اجهزة مخابرات اجنبية لكن المردود الذي يحققه المسلسل من ناحية المتابعة الجماهيرية والإعلامية لا يرقى إلى موضوع المسلسل وقضيته
ومن الأعمال التى حققت نجاح على المستوى الجماهيري مسلسل حرب اهلية ليسرا وقصر النيل لدينا الشربيني ونجيب زاهي زركش ليحيي الفخراني.
ويواصل مسلسل "موسى" السقوط برغم البداية كانت قوية ووقع المسلسل فى فخ المط والتطويل حيث كان متماسك من الناحية الفنية فى أولى حلقاته ويدور في إطار الدراما الصعيدية من خلال بطله موسى الذي هو كعادة محمد رمضان البطل السوبر الذي ينتصر على جميع أعدائه في النهاية
ويقدم الحل السعيد لمحبيه وهي تيمة يحبها المشاهد المصري وكان تصوير المسلسل ونقلات الكاميرا ولهجة الممثلين المعبرة الى حد كبير عن أهل قرية مصاخة التابعة لسوهاج في فترة الاحتلال الانجليزي وبالتحديد عام 1941
لكن المسلسل لا يحظى بالنجاح الكبير الذي تحقق لرمضان في الأعوام السابقة
أما مسلسل " نسل الأغراب" الذي يواصل السقوط تماما فأداء الممثلين السقا وكرارة ومي عمر واحمد داش واحمد مالك ليس على المستوى اللائق والقصة لا تعبر عن الصعيد و واللهجة الصعيدية غير متقنة على الاطلاق والشخصيات كلها تقريبا بعيدة تماما عن الشخصيات الصعيدية الحقيقية.