محطات فى حياة الراحل محمود رضا اسطورة الفنون الشعبية

فيلم غرام فى الكرنك وثق نجاح فرقته
السبت, يوليو 11, 2020 - 23
تقارير منوعة
خليل الشرقاوي

خليل عبد العزيز الشرقاوي

محرر صحفي

رحل عن عالمنا امس الجمعه الفنان محمود رضا  عن عمر يناهز 90 عاما  تاركًا خلفه رحلة طويلة من الإبداع الذي يبقى حيًّا ونباضًا بتقادم الزمن.                                

 فنان نادر يجمع بين الاستعراض والأداء التمثيلي، كانت ملامحه الجميلة عنوانًا لفنه الذي حمل نفس الشعار "الجمال" فلم يكن فنانًا يؤدي رقصات أو يصممها بل أنه يستشعر روحه فيها وحيويته التي لربما كانت سببًا في إقباله على الحياة واستمراره بها                                                                                          

تخرج في كلية التجارة، ليبدأ رحلته في الإبداع الفني منطلقًا من بوابة السينما حينما ظهر من خلال فيلم "أحبك أنت" ١٩٤٩ حيث قدم دور راقص، ليشارك بعدها في فيلم فيلم "بابا أمين" للمخرج يوسف شاهين، لتتوالى بعد ذلك الأدوار التي ظهر فيها الراحل في دور "راقص" بالسينما كما في أفلام أغلى من عينيه، عروسة المولد، فتى أحلامي وغيرها.

لقب محمود رضا ب "فنان الشعب" هذا اللقب الذي أستحقه بعد تأسيسه ل فرقة رضا ، تلك الفرقة التي شكلت كيانًا لفن الاستعراض في مصر والعالم العربي، فبعد أن كان الرقص هو مجرد هواية للراحل أصبح حرفة تجمع بين موهبته وإبداعه، بدأ الراحل تكوين فرقته بالاشتراك مع الراقص الأول شقيقه علي رضا، والراقصة الأولى للفرقة فريدة فهمي لتقدم الفرقة أول عروضها على مسرح الأزبكية في أغسطس عام 1959،

وقد بلغ عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصة و13 راقصاً و13 عازفاً، إلى أن وصلت إلى ١٨٠ راقص في السبعينات من القرن الماضي.                                                            

كان فيلمه الشهير غرام في الكرنك عنوانًا آخر لنجاح فرقته، هذا العمل الذي قدم عام ١٩٦٧ ولا تزال تفاصيله تعيش في ذاكرة ووجدان المشاهد المصري، فقد كان بمثابة التوثيق للإبداع والجهد الكبير الذي تبذله الفرقة من أجل تقديم فن يحافظ على هوية مصر ويؤرخ لحضارتها وتراثها وفلكلورها الشعبي. 

نال العديد من الجوائز الدولية والمحلية، فأن الراحل لاشك أنه خاض تحديًا كبيرًا، فبالتأكيد أن قرار تكوين الفرقة في مثل هذه المرحلة لم يكن سهلًا، هذا التوقيت الذي كانت العادات والتقاليد تحمل كثيرا من التحفظ بالمجتمع، فربما لم يكن لأسرته أية اعتراض لكن فكرة أن تكون هناك أول فرقة راقصة مصرية بالطبع كانت غريبة على آذان الجمهور في هذا التوقيت، لكن الراخل أستطاع أن يثبت أقدام الفرقة في قلوب متابعيه عندما حافظ على شكل الرقصات والاستعراضات التي يخرج بها 

على المستوى الشخصى عاش محمود رضا في قصة حب مع زوجته الأولى خديجة فهمي وشقيقة شريكته الفنانة فريدة فهمي ، أحبها حبًّا كبيرًا وكان يعلم بأزمتها الصحية حيث إصابتها بروماتيزم في القلب إلى أن وفاتها المنية ليبدأ رحلة جديدة في عمره بعد زواجه من اليوغسلافية روزا، والدة ابنته الفنانة شيرين رضا التي جاءت لتستكمل رحلة نجاح العائلة ولكن على صعيد آخر "التمثيل".

يبقى محمود رضا علامة فارقة في تاريخ الثقافة والفن المصري، فنان صاخب موهبة نادرة وإبداع


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0